
استطاع فلكي في مرصد ومركز “أرما” الفلكي (AOP)، من تسجيل حدث نادر يعتقد أنه الأول من نوعه يلتقط على شكل فيديو من أيرلندا، يتمثل في وميض ساطع ناتج عن اصطدام نيزكي بسطح القمر.
والتقط الباحث أندرو مارشال-لي، هذا المشهد النادر يوم الجمعة الماضي، باستخدام التلسكوب الآلي التابع للمرصد.
وقال مارشال-لي، إن “هذه الومضات القمرية تحدث عندما تصطدم نيازك صغيرة بسطح القمر، وهي أحداث خافتة ونادرة الظهور، لكن فرص رصدها تزداد خلال ذروة زخات الشهب السنوية، عندما يعبر القمر خلال سحب الحطام الكوني المتناثر في مداره”.
وأضاف: “تلك الأجسام عادة صغيرة جداً، لا يتجاوز حجم بعضها حجم كرة الغولف، ولا يمكن رصدها قبل الاصطدام بسبب سرعتها الهائلة التي قد تبلغ 35 كيلومتراً في الثانية، لكن لحظة الاصطدام تولد طاقة عظيمة تتبخر معها المادة وتنتج وميضاً ضوئياً يمكن تسجيله من الأرض”.
ويأتي هذا الاكتشاف، تتويجاً لثلاث سنوات من العمل المتواصل ضمن مشروع مخصص لرصد مثل هذه الأحداث، ويؤكد الباحث أن رسم خرائط لمواقع سقوط هذه النيازك الدقيقة على سطح القمر، يمثل أهمية كبيرة للمهمات القمرية المستقبلية.
وتابع: “إذا أردنا إنشاء تلسكوب قمري أو إقامة قاعدة بحثية، يجب أن نتفادى المناطق الأكثر عرضة لهذه الاصطدامات، العديد من البعثات القمرية القادمة تحتاج هذه البيانات، ونحن نساهم من خلال مشروعنا في دعم مهمة أوسع لوكالة الفضاء الأوروبية“.
وأشار الباحث، إلى أن “عملية الرصد واجهت تحديات تقنية ومناخية، حيث تتطلب ظروفاً مثالية: جانباً مظلماً من القمر وسماء صافية تماماً – وهما عاملان نادراً ما يتوافقان مع مناخ أيرلندا الغائم”.
وبعد هذا التسجيل التاريخي، يعمل الفريق الآن على تحليل البيانات لتحديد حجم الجسم المصطدم وسرعته ومصدره الأولي، مع وجود فرضية أولية تشير إلى انتمائه لزخة شهب الجوزاء التي كانت في ذروتها خلال فترة الرصد.
يذكر مارشال-لي لحظة الاكتشاف قائلاً: “عادة ما نعتمد على برامج الكشف التلقائي لفرز ساعات التسجيل، لكنني هذه المرة كنت محظوظاً بما يكفي لأكون أمام الشاشة في اللحظة المناسبة وشهدت الوميض بعيني، كانت لحظة لا تنسى، نادرة جداً وعفوية، سأحمل ذكراها معي دائماً”.



