مقالات

كلمة السر.. مفتاحك الآمن أم ثغرتك الخطِرة؟

كتب ذو الفقار السلطاني: في زمن أصبحت فيه وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية، تبرز مسألة أمان الحسابات الشخصية كأحد أهم التحديات التي تواجه المستخدمين.

ورغم التقدم الكبير في تقنيات الحماية الرقمية، فإنّ الخطر الأكبر ما زال يأتي من المستخدم نفسه، وبالأخص من سوء اختيار كلمات السر.

أولى الأخطاء الشائعة هي استخدام كلمات مرور ضعيفة أو متوقعة مثل «123456» أو «password» أو «111111»، وهي كلمات يسهل تخمينها حتى من قبل أشخاص عاديين، لا قراصنة محترفين، وتشير تقارير أمنية عالمية إلى أن الملايين من الحسابات تُخترق سنوياً بسبب هذه الأنماط البسيطة.

الخطأ الثاني يتمثل في إعادة استخدام نفس كلمة السر في أكثر من حساب، كأن يستعمل المستخدم نفس الكلمة لبريده الإلكتروني وحسابه على “فيسبوك” أو “إنستغرام”، هذا السلوك يجعل اختراق حساب واحد كافياً لفتح الطريق أمام القراصنة للوصول إلى بقية الحسابات، مما يؤدي إلى تسرب معلومات شخصية أو مالية خطيرة.

كما يقع كثيرون في فخ الاعتماد على المعلومات الشخصية الواضحة، مثل تاريخ الميلاد أو اسم أحد أفراد العائلة أو رقم الهاتف، هذه البيانات غالباً ما تكون متاحة علناً على الصفحات الشخصية، ما يسهل على المخترقين تخمينها.

من الأخطاء أيضاً تجاهل خاصية التحقق بخطوتين (Two-Factor Authentication)، وهي ميزة مجانية تقدمها معظم المنصات، وتوفر طبقة أمان إضافية حتى في حال تسرب كلمة السر.

أما الخطأ الخامس فهو مشاركة كلمات السر مع الأصدقاء أو أفراد العائلة، بدافع الثقة أو المساعدة، مما يزيد من احتمالية تسربها أو استخدامها بشكل خاطئ.

الخبراء ينصحون باتباع مجموعة من الخطوات لحماية الحسابات، أهمها:

-إنشاء كلمات مرور طويلة تتجاوز 12 حرفاً، تتضمن أحرفاً كبيرة وصغيرة وأرقاماً ورموزاً.

-استخدام برامج إدارة كلمات المرور لتخزينها بأمان.

-تغيير كلمة السر بشكل دوري كل بضعة أشهر.

-الحذر من الروابط المشبوهة التي قد تستهدف سرقة المعلومات.

ختاماً، تبقى ثقافة الأمن السيبراني مسؤولية فردية قبل أن تكون تقنية، فكل مستخدم يستطيع بخطوات بسيطة أن يحمي نفسه من اختراق قد يكلّفه خصوصيته أو سمعته أو أمواله، كلمة السر ليست مجرد مفتاح لحساب، بل هي خط الدفاع الأول في عالم رقمي لا يرحم المتهاون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى