وقفة وعي حول الانتخابات

كتب حجة الإسلام العلاّمة الشيخ حسين الطائي.. وقفة وعي حول الانتخابات
قال تعالى :{ أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَأۡتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِكُمۖ مَّسَّتۡهُمُ ٱلۡبَأۡسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلۡزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَعَهُۥ مَتَىٰ نَصۡرُ ٱللَّهِۗ أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ} البقرة : ٢١٤
من السنن الجارية في هذه الحياة الدنيا هي سنة الابتلاء والاختبار…
{ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن يُتۡرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا يُفۡتَنُونَ ٢}
والابتلاءات ليست على شاكلة واحدة…
فقر.. مرض… ثراء…
ومن بين الابتلاءات الابتلاء بالسلطات الفاسدة…
وهنا شرع الله سبحانه فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتمكن المؤمنون من القضاء على الفساد من خلال التطبيق الامثل والصحيح لتلك الشعيرة..
واليوم بفضل الله سبحانه وتعالى ومنه ولطفه وكرمه… لم يعد المؤمنون كما كانوا في عهد النظام الدكتاتوري يقتصرون على اضعف الايمان وينكرون المنكر بقلوبهم فقط… بل هم اليوم تمكنوا من خلال التضحيات الجسام والدماء الزاكية من أن يجهروا باعلا اصواتهم ويضعوا اصابعهم في عيون الفاسدين والظالمين..
اليوم فتح الله للمؤمنين بابا يدخلون من خلاله ليعاقبوا المسيء الفاسد من خلال المشاركة الواسعة لانتخاب المحسنين الصالحين.. مستندين إلى محكم الكتاب المجيد الذي يدعو المؤمنين والمؤمنات بان يكونوا خير امة من خلال القيام بشعيرة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. وما المشاركة بقصد انتخاب الصالحين إلا تطبيقا لتلك الشعيرة المقدسة..
وما التكاسل والعجز وعدم المبالاة إلا ترسيخا للفساد وتثبيتا للمفسدين ورضا بلسان الحال ببقاء الظالمين ليتحكموا بمقدرات البلاد والعباد…
ان الشعوب الكريمة الحرة والابية الواعية في عالمنا المعاصر تنتظر بفارغ الصبر مجيء يوم الإنتخابات ليوجهوا صفعة للفساد وليعاقبوا المسيئين من خلال انتخاب الصالحين….
إن الآية الشريفة توضح لنا أن القوانين والسنن الاجتماعية ستظل قائمة لا يوجد فيها استثناء لمجتمع دون آخر… فهي قوانين حتمية تقوم على اساس نظام السببية.. مثل النار والحرارة..فالشعب غير المكترث بما يجري عليه وعلى من حوله من ظلم وفساد سيبقى رازخا تحت الظلم، ولا توجد طريقة اخرى أمامه إلا بالتحرك الجاد.. وكل خطوة يخطيها الناس باتجاه التغيير تقربهم من نصر الله..وتقرب النصر اليهم..
وبخلاف ذلك فإن الفساد سيزداد.. ويستحكم ويقوى وسيعدم الشعب فرصة التغيير حتى بالكلمة وسيعود الى عهود الانكار القلبي وهو اضعف الايمان…
وليس من المعقول عدم وجود ولو صالح واحد من بين المرشحين في كل محافظة …
إن التجارب الماضية علمتنا أن رجل البرلمان عندما يكون نزيها وذكيا فإن الدور الرقابي سيتحسن وان الفاسد ستتضيق حركته… وكلما قلت مساحة الفساد والمنكر كلما توسعت رقعة الصلاح والمعروف.



