سجّلت محافظة ذي قار، اليوم الاثنين، أعلى معدل إصابات بالحمى النزفية في البلاد، وسط تحذيرات من تدهور الوضع الصحي نتيجة غياب المجازر النظامية، وتفاقم ظاهرة الرعي العشوائي داخل المدن.
وأكد مدير المستشفى البيطري في المحافظة، علي الحمود، في تصريح للصحيفة الرسمية وتابعته “المعالي نيوز”، أن ذي قار سجّلت 53 إصابة مؤكدة، إضافة إلى 6 حالات مشتبَه بها بانتظار نتائج الفحوص المختبرية، مشيراً إلى أن غياب أي مجزرة مطابقة للشروط الصحية يجعل المحافظة في صدارة الإصابات وقد تتجاوز ثلث الإصابات في البلاد.
وأوضح الحمود، أن السبب يعود إلى ضعف إجراءات الجهات المعنية، وعدم التزام المربين بشروط الجزر والرعي، لافتاً إلى أن المحافظة لم تشهد منذ عام 2014 أي مشروع حكومي لبناء مجزرة نظامية، رغم وجود مجازر متطورة في محافظات أخرى مثل نينوى وكربلاء.
كما أشار، إلى أن حملة مكافحة الكلاب السائبة تُنفّذ حالياً بجهود ذاتية، بعد امتناع الحكومة المحلية عن تسليم المخصصات المالية البالغة 50 مليون دينار، مؤكداً أن أعداد الكلاب لا تزال كبيرة، وسط غياب الرقابة البيئية واستمرار الرعي داخل المدن.
وبشأن إجراءات السيطرة على المرض، بيّن الحمود أن حملتي رشّ موسميتين لمعالجة القراد الناقل أُجريتا هذا العام وشملتا أكثر من 5000 حضيرة باستخدام آلاف الغالونات من المبيدات، مع حملة إعلامية مرافقة قبيل عيد الأضحى. ومع ذلك، فإن الحملة لا تغطي سوى 25 بالمئة من الحاجة الفعلية، بسبب كون معظم الحظائر غير نظامية ومخالفة للشروط البيطرية منذ نحو عقدين.
ودعا الحمود، الجهات التشريعية والتنفيذية إلى تحمّل مسؤولياتها، وإنشاء مجازر وحضائر نظامية بمواصفات صحية، مع دعم التوعية المجتمعية عبر وسائل الإعلام، لتقليل نسب الإصابات والحدِّ من انتشار المرض.
