مقالات
أخر الأخبار

قمة بغداد شاهد آخر على نجاح حكومة السوداني

كتب أحمد فكاك البدراني.. تعد قمة بغداد 2025 حدثًا فارقًا في تاريخ السياسة العربية، لأنها جاءت في وقت زادت فيه التصدعات العربية، وشُغل الأخ عن أخيه، بحدث جلل يلهيه، فباتت الصراعات الداخلية تمزق الأمة العربية، فكان لابد من حدث كبير يجمع أصحاب القرار للنظر في أمرهم الممزق من جهة، وما ترجوه الشعوب من سلام وأمن واستقرار وتنمية من جهة أخرى، فكانت قمة بغداد الـ 34.

إذ شهدت بغداد انعقاد الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس جامعة الدول العربية في 17 مايس 2025. وما يميز هذه القمة أنها لم تكن مجرد تجمع بروتوكولي لملوك وزعماء فحسب، بل كانت شاهدا حياً آخر على نجاح حكومة محمد شياع السوداني في استعادة العراق لدوره الريادي في المنطقة العربية وتعزيز مكانته الإقليمية والدولية.

 

دور حكومة السوداني في استضافة القمة

منذ بداية توليه منصب رئيس الحكومة، عمل السوداني على تنفيذ سياسة خارجية متوازنة هدفها تعزيز علاقات العراق مع محيطه الإقليمي ومجتمعه العربي.

وقد طلب خلال قمة الرياض 2023 أن تستضيف بغداد القمة العربية القادمة في عام 2025، فلقي طلبه ترحيبًا من الجامعة العربية تعزز بقرارٍ رسمي بالقبول.

وقد رأى السوداني أن استضافة القمة هي “فرصة تاريخية لتجديد مشروع العمل العربي المشترك” وتعزيز التعاون بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة .

 

مخرجات القمة وأثرها في العراق والمنطقة

شهدت القمة حضورًا واسعًا من القيادات العربية، حيث تم التركيز على تعزيز الحوار العربي الشامل والتكامل الإقليمي.

ولعل شعار القمة الثلاثي حقق مقاصده (التنمية، التحاور، التضامن)، فولدت عن القمة السياسية قمة اقتصادية كبيرة من خلال طرح البرامج المهمة للتنمية من قبل وزراء التجارة والاقتصاد العرب، سبقت يوم انعقاد قمة الزعماء. لاشك في أن هذه القيادات بحاجة ماسة إلى الحوار للوصول إلى حلول شاملة ومستدامة، كما أكدها دولة رئيس الوزراء بكلمته في القمة، مطلقاً (ثماني عشرة) مبادرة مهمة أمام هذه القمة، لاسيما صندوق الإغاثة العربي الذي يهدف إلى إعادة إعمار غزة ولبنان وأي جزء آخر يحتاج من أجزاء الأمة العربية.

إن المنطقة العربية بحاجة ماسة إلى حوار متواصل عالي المستوى، في ظل الأزمات المتصاعدة والمتشابكة في فلسطين ولبنان واليمن والسودان وليبيا وغيرها .

أما سوريا فقد تم التأكيد على أهمية استقرارها كجزء من الأمن الإقليمي عامة والأمن القومي العراقي خاصة، ودعم عملية سياسية توحد الأرض والشعب السوري بكل ملله وأقسامه، وتنظر إلى حقوق الإنسان، بوصفها مصونة لأنها تمثل كرامة المواطن.

 

تعزيز مكانة العراق الإقليمية والدولية

انعقاد القمة في بغداد يُعد تجسيدًا لاستعادة العراق لمكانته الإقليمية والدولية.

فقد شهدت العاصمة العراقية حركة إعمار وبناء، وتناميًا للاستثمارات الأجنبية، مما يعكس صورة إيجابية عن الاستقرار الأمني والتنمية الاقتصادية في العراق. كما أنها سلطت الضوء على مشاريع كبيرة عابرة للحدود، مثل مشروع طريق التنمية الستراتيجي بالشراكة مع دول الخليج والعراق وتركيا، الذي سيعمل على تعزيز واردات هذه الدول وتحول التجارة، ما سيوفر مدخولات كبيرة تسهم ببناء اقتصاد غير ريعي، ويعمل على التكامل الاقتصادي بين هذه الدول، ويدفع دول المنطقة للدخول في شراكات مستقبلية ناجحة .

تُعد قمة بغداد 2025 شاهدًا على نجاح حكومة محمد شياع السوداني في استعادة العراق لدوره المحوري في المنطقة. من خلال استضافة هذه القمة، أثبتت الحكومة العراقية قدرتها على تعزيز التعاون العربي المشترك والمساهمة الفاعلة في حل الأزمات الإقليمية. إن هذه الخطوة تُعد بداية لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية في العراق والمنطقة.

ولعل المسارات الصحيحة والقوية باتت ترسم في بغداد، بالتعاون مع العواصم العربية، لبناء جسور حقيقية تقدم خدمة لواقع شعوبها وصورة عن مستقبل تنمية مستدامة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى