وزير الداخلية: آفة المخدرات أصبحت تهديداً مركباً ومتسارعاً يتجاوز الحدود الجغرافية

بيّن وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، اليوم الأحد، أن العراق نجح في بناء منظومة أمنية متطورة لمكافحة آفة المخدرات، مضيفاً أن هذه الآفة تحولت إلى تهديد عابر للحدود.
وقال وزير الداخلية، في كلمة خلال مؤتمر بغداد الدولي الثالث لمكافحة المخدرات، الذي ينعقد في العاصمة بغداد، وتابعتها “المعالي نيوز”، إن “آفة المخدرات أصبحت اليوم تهديداً مركباً ومتسارعاً يتجاوز الحدود الجغرافية، ويتطلب جهداً جماعياً متكاملاً لا يقف عند حدود دولة أو مؤسسة”.
وأوضح، أن “انعقاد مؤتمر بغداد الدولي الثالث لمكافحة المخدرات، هو رسالة واضحة بأن العراق ماضٍ بثبات في ترسيخ التعاون الأمني و الإقليمي والدولي، وملتزم بتهيئة المنصات العلمية والمهنية التي تجمع الخبراء والأجهزة المتخصصة لتبادل التجارب والخبرات، واستشعار التحديات، ووضع حلول عملية مبنية على المهنية والمعلومة الدقيقة”.
وأكمل الشمري: “لقد كان انعقاد مؤتمر بغداد الأول والمؤتمر الثاني لمكافحة المخدرات، محطات مهمة أسست لمرحلة جديدة من العمل الأمني المشترك، منها:
1- أن المؤتمرين نجحا في تعزيز التكامل الأمني بين الدول الشقيقة والصديقة، عبر زيادة قنوات التعاون المباشر في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية عن شبكات التهريب.
2- إيجاد لغة أمنية مشتركة بين الدول المشاركة، تقوم على توحيد المفاهيم والمنهجيات العلمية في التحليل والمتابعة والتخطيط الاستراتيجي.
3- إطلاق مبادرات بحثية وتدريبية، ساهمت فيها دول عدة دعمت قدرات منتسبي وزارات الداخلية في مجالات الكشف والتحقيق والتحليل العملياتي.
4- تحقيق نتائج ملموسة في الميدان تمثلت في تفكيك شبكات تهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة، وتطوير آليات المراقبة الحدودية والمنافذ الجوية والبحرية.
5- بناء جسور ثقة بين الأجهزة الأمنية، ساهمت في تسريع إجراءات التعاون وتقليل الحلقات البيروقراطية التي تعيق تبادل المعلومات”.
وأشار، إلى أن “نتائج المؤتمرين السابقين، نجحت في وضع الأساس المتين لنموذج جديد في التعاون الأمني لمكافحة المخدرات، وهو نموذج يقوم على الشفافية والمسؤولية المشتركة والرؤية الموحدة لمصالح شعوبنا”.
ولفت وزير الداخلية، إلى أن “التجارب الأمنية في المنطقة والعال، أثبتت أن مواجهة آفة المخدرات ليست مهمة ظرفية ولا نتيجة لحملة مؤقتة، بل هي معركة مستمرة تتطلب متابعة دقيقة وتقييماً دورياً لسببين رئيسيين:
أولاً: طبيعة التهديد نفسه، حيث إن شبكات المخدرات تتطور بسرعة، وتستخدم أساليب متقدمة في التهريب والترويج، وتستفيد من التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الحديثة، وهذا يجعل من التجمع الدوري السنوي أمراً ضرورياً لضمان مواكبة هذه التغيرات، وتحديث الخطط، وسد الثغرات التي تظهر في أي بيئة أمنية.
ثانياً: ديمومة التعاون بين الدول، حيث إن التعاون الأمني لا يمكن أن يبقى فعالاً من دون منصات مستمرة تعززه وتمنحه زخماً دائماً”.
ونوه، إلى أن “بقاء مؤتمر بغداد منصة سنوية ثابتة يعمق الثقة بين وزارات الداخلية، ويوفر فرصة سنوية لتقييم الإنجازات ومعالجة التحديات والاتفاق على أولويات جديدة، حيث أصبحت هذه المؤتمرات بمثابة جسر مستدام للتواصل الأمني والاستخباري، ومرجعاً علمياً ومهنياً لتطوير السياسات المتعلقة بمكافحة المخدرات، وهو ما نحرص على استمراره وتطويره عاماً بعد عام”.
وتابع الشمري، أن “التجربة التي اكتسبناها خلال السنوات الأخيرة أكدت لنا قناعة راسخة، وهي أن مواجهة المخدرات تتطلب تنسيقاً متعدد المستويات يشمل تبادل المعلومات الاستخبارية الدقيقة، وتنسيق عمليات ضبط الحدود والمنافذ، وتوحيد أدوات التحليل الأمني، وتطوير التشريعات، بالإضافة إلى تدريب الكوادر الأمنية وتعزيز التعاون الدولي”.
واستدرك، بالقول: “إننا من خلال تواصلنا مع وزراء الداخلية في الدول الشقيقة والصديقة، لاحظنا وجود نتائج إيجابية وملموسة تُرجمت إلى عمليات مشتركة ناجحة، وإلى ضبط شبكات خطيرة كانت تستغل بعض الثغرات في المنطقة، وقد لمسنا تطوراً مهماً في تبادل المعلومات، وتزايداً في مستوى التنسيق الميداني، وتحسناً كبيراً في سرعة الاستجابة للتهديدات العابرة للحدود”، مبيّناً أن “هذا يبرهن أن العمل الجماعي، هو الطريق الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا”.
وأكد الشمري، أن “العراق، رغم التحديات الإقليمية والجغرافية التي تحيط به، نجح في السنوات الماضية في بناء منظومة أمنية متطورة لمكافحة تهريب المخدرات، شملت تطوير مديرية شؤون المخدرات في وزارة الداخلية وتحديث منظومة أمن الحدود”.
واختتم، بالقول: “نحن اليوم نواصل هذه المسيرة بثقة، مدعومين بتوجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، محمد شياع السوداني، الذي وضع مكافحة المخدرات ضمن أولويات الأمن الوطني والبرنامج الحكومي، وبالتعاون الوثيق مع الدول الشقيقة والصديقة الشريكة”.



