
أكد مستشار رئيس الوزراء لشؤون المياه طورهان المفتي، اليوم الأربعاء، ان تدفقات دجلة والفرات المتفق عليها مع الجانب التركي لشهري تموز وآب ستحافظ على الخزين الاستراتيجي والذي سيبدأ الاعتماد عليه اعتباراً من أيلول المقبل.
وقال المفتي للوكالة الرسمية وتابعته “المعالي نيوز”. : إن “أزمة الشحّة المائية في العراق ترتبط بشكل مباشر بالتغيرات المناخية، ليس فقط داخل البلاد، بل في عموم المنطقة، ولاسيما جنوب شرق تركيا وغرب إيران”، مبينا أن “العراق يُعد من بين أكثر 15 دولة في العالم تأثراً بهذه الظاهرة”.
وأضاف، أن “العراق يتأثر إضافة الى آثار التغير المناخي الخاصة به، بالتأثيرات الناجمة عن التغير المناخي في دول الجوار مثل تركيا وإيران، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم أزمة الشحّة المائية”، مشيرا اﻟﻰ ان “الحكومة تمكنت من الوصول إلى نفس معدلات الإطلاقات التي سجلت في العام الماضي على نهري دجلة والفرات”.
وذكر أن “نهر دجلة يشهد حالياً تدفقاً بنحو 220 متر مكعب في الثانية، في حين تبلغ الإطلاقات على نهر الفرات عند دخوله إلى سوريا ما بين 190 إلى 200 متر مكعب في الثانية”.
ولفت إلى أن “هذه الأرقام تمثل تحسناً ملحوظاً، إذ انخفضت قبل أيام إلى نحو 70 مترا مكعبا في الثانية أو أقل في نهر دجلة، وهو معدل يقارب الخط الأحمر للجريان البيئي”.
وأشار المفتي إلى أن “رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني أبرم خلال زيارته إلى تركيا قبل عام، اتفاقاً إطارياً للمياه مع الجانب التركي، أعقبه توقيع مذكرة تفاهم خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد، نتج عنها تشكيل لجنة عليا مشتركة، وربط ملف المياه بالملف الاقتصادي بين البلدين”، موضحا “هناك تبادل اقتصادي كبير مع تركيا ومشاريع تنفذها شركات تركية في العراق، أسهم في تأمين حصة مائية تكاد تغطي الحاجة الحالية للبلاد”.
وتابع أن “الاستقرار المائي في العراق لا يعتمد فقط على الإطلاقات، بل يرتبط أيضاً بكمية الأمطار المتساقطة، والتوجه الحكومي والفلاحي نحو استخدام تقنيات حديثة في الري”، لافتا إلى أن “الاعتماد المبكر على الخزين الحالي من المياه لتغطية الموسم الشتوي كان من الممكن أن يخلق إشكاليات”.
وذكر أن “الخزين الأساسي يتركز في السدود الكبرى ومنخفض الثرثار وبحيرة الحبانية، والتي تستقبل الفائض عند وجوده”، لافتا إلى أن “الحكومة، عبر اتصالات مكثفة أجراها رئيس الوزراء والفريق المختص، توصلت مؤخرا إلى اتفاق مع الجانب التركي على إطلاقات مائية لمدة شهرين، تشمل شهري تموز وآب، مما يتيح الحفاظ على الخزين الاستراتيجي وعدم استهلاكه قبل أوانه”.
وتابع أن “الاعتماد على الخزين سيبدأ من شهر أيلول، بالتزامن مع ترقّب موجات الأمطار الشتوية”.
وأكد أن “الاتصالات الحكومية المتواصلة والاتفاقيات الإطارية مع تركيا أسهمت في تأمين كميات مناسبة من المياه لضمان استمرار الجريان في الأنهار العراقية خلال أشهر الصيف الحالية”.