
كتب حمزة مصطفى.. تمادى مجرم الحرب الصهيوني بنيامين نتنياهو كثيرا في جرائمه ضد الفلسطينيين وفي مقدمتهم أهالي غزة.
ومع ارتفاع حدة ردود الفعل العربية والإسلامية والعالمية لما حصل من مجازر بحق المدنيين في قطاع غزة فإن نتنياهو الذي بات يصنف نفسه بوصفه “ملك إسرائيل” حامل حلم ما يطلق عليه وفق الخرافات والأساطير الصهيونية بـ”إسرائيل الكبرى” لايزال مستمرا في ارتكاب جرائمه من جهة وتسويق أوهامه من جهة أخرى.
ومع أننا لسنا بحاجة إلى القول إن الموقفين العربي والإسلامي حيال ما ترتكبه آلة الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص من تجويع وقتل يومي اقل بكثير مما ينبغي التعبير عنه سواء كان على مستوى الكلام أو الفعل، فإن آلة الحرب الصهيونية وهي ترتكب جرائمها اليومية بحق الفلسطينيين مستفيدة من الغطاء الأميركي، الذي لايزال يمنحها كل ممكنات القوة بل والتمادي في هذه القوة فضلا عن عدم إمكانية أن تعمل الأمم المتحدة ممثلة بمجلس الأمن الدولي بالشكل الذي يجعلها ترتفع إلى مستوى الأهداف التي تشكلت بموجبها.
والواقع إنه ما كان يمكن لنتنياهو أن يعلن مؤخرا أن هدف كيانه هو إعلان “إسرائيل الكبرى” مستندا إلى سلسلة من الأكاذيب والخرافات والاساطير الواردة في بعض الكتب اليهودية التلفيقية لو لم يعرف أن ردود الفعل العربية والإسلامية والدولية أقل بكثير مما يجعله يقول ما يقول. ولعل الأخطر فيما يقوله نتنياهو على صعيد تسويق الجرائم والأوهام معا هو إنه يعمل ذلك في ظل صراع محتدم بين من يطلق عليهم المتشددون داخل الكيان الإسرائيلي، وهما سيموريتس وبن غفير وكإن نتنياهو من الحمائم. من الواضح أن هناك تناغما بين الطرفين نتنياهو وبين من يبدون خصوما له في حكومته “سيموريتش وبن غفير” يخدم في النهاية أحلام الصهاينة مستفيدين من الغطاء الأميركي بالرغم من بدء خسارتهم الآن إلى الدعم الأوربي بشكل واضح لا لبس فيه.
فالآن الكثير من الدول الأوروبية بدأت تعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. ويجري في موازاة ذلك عقد مؤتمر دولي تتبناه كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية بمؤازرة مهمة من المجتمع الدولي بهدف التوصل إلى حل الدولتين في مقابل المزيد من الاعترافات الدولية بفلسطين. والواقع أن محاولة نتنياهو تسويق أوهامه فيما يسميه “إسرائيل الكبرى” ومساعي بن غفير وسيموريتش فصل أطراف من الضفة الغربية، حتى لا يحصل الامتداد المطلوب للدولة الفلسطينية الوليدة والتي بدأت تحوز رضا عالميا واسعا لن تنجح مهما عملوا وارتكبوا من الجرائم، التي بات العالم يرفضها ويصنفها على إنها جزء من جرائم الإبادة الجماعية.