
تؤكد دراسات طبية حديثة أن التقدّم في العمر يؤدي تدريجياً إلى انخفاض كثافة العظام بسبب التغيّرات الهرمونية وتراجع امتصاص الجسم للعناصر الغذائية الحيوية مثل الكالسيوم وفيتامين «د»، الأمر الذي يجعل العظام أكثر هشاشة ويزيد خطر الكسور حتى في حالات السقوط البسيطة.
وفي هذا الإطار، أوضحت اختصاصية أمراض الروماتيزم في مستشفى «كليفلاند كلينك» الأميركي، الدكتورة ليندا ميليتي، أن الحفاظ على صحة العظام يبدأ من النظام الغذائي المتوازن وليس من الإفراط في تناول المكمّلات الغذائية، مشددةً على ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها لتجنّب آثارها الجانبية.
وبيّنت ميليتي، وفق ما أورده موقع «كليفلاند كلينك»، أن هناك ثمانية عناصر أساسية تُعدّ الأهم في دعم صحة العظام، بعضها يحتاجه الجسم بشكل مستمر، فيما يُستخدم البعض الآخر عند وجود نقص محدَّد.
وأشارت إلى أن الكالسيوم هو المكوّن الرئيس للعظام والمسؤول عن صلابتها، لكن زيادته المفرطة قد تؤدّي إلى ترسّب الكالسيوم في الشرايين ورفع خطر الإصابة بأمراض القلب، موصيةً النساء بعد انقطاع الطمث بجرعة يومية تبلغ نحو (1200) ملليغرام، والرجال المصابين بهشاشة العظام بـ(1000) ملليغرام.
وأضافت أن فيتامين «د» يساعد على امتصاص الكالسيوم بفعالية، وأن نقصه يؤدي إلى تراجع كثافة العظام وزيادة احتمالية الكسور، مبينةً أن الجرعة الموصى بها تتراوح بين (1000 – 2000) وحدة دولية يومياً، تبعاً لمستوى الفيتامين في الدم.
كما أشارت إلى أن المغنيسيوم يحتل المرتبة الثالثة بين العناصر المهمة لصحة العظام، إذ يحفّز الخلايا المسؤولة عن بنائها ويساعد على امتصاص فيتامين «د»، بينما يُعدّ نقصه نادراً لدى من يتبعون نظاماً غذائياً متوازناً.
ولفتت إلى أن فيتامين «سي» يسهم في إنتاج الكولاجين وخلايا بناء العظام، وأن تناوله من خلال الفواكه والخضروات يغني عن المكمّلات، فيما يساهم فيتامين «إي» كمضاد أكسدة في تقليل الالتهابات التي تُضعف العظام.
وأضافت أن فيتامين «ك» ضروري للأشخاص الذين يعانون مشكلات في امتصاص العناصر الغذائية، لأنه يساعد على منع انخفاض كثافة العظام وتراكم الكالسيوم في الأوعية الدموية، في حين تؤدي فيتامينات «ب» دوراً في الحد من تكسّر العظام رغم أن الدراسات لم تثبت فاعلية مكمّلاتها في الوقاية من الكسور.
واختتمت ميليتي بالإشارة إلى أن الزنك يلعب دوراً محورياً في إنتاج الكولاجين وتقوية العظام، مشيرةً إلى أن الجرعة اليومية الموصى بها تبلغ (8) ملليغرامات للنساء و(11) ملليغراماً للرجال.
وأكدت أن التغذية السليمة وممارسة النشاط البدني المنتظم يشكّلان الأساس لصحة العظام، داعيةً إلى إجراء فحوصات كثافة العظام للأشخاص فوق سنّ الخامسة والستين، وللنساء بعد انقطاع الطمث، ولمن لديهم عوامل خطر مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، أو الاستخدام الطويل للكورتيزون، أو تاريخ سابق للكسور