
كتب كريم حمادي…سلطنة عُمان، بلد الجمال والضيافة، تفتح أبوابها لكل زائر بروح التسامح والودّ. ومن يخطو على أرضها يلمس سريعاً دفء المحبة الذي يكنّه أهلها للعراقيين، وامتنانهم العميق لتاريخ العراق العريق ومكانته في المنطقة.
خلال زيارة رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني والوفد المرافق له إلى مسقط، كان الجو مفعماً بالأخوة والتفاهم، بعيداً عن أي خلافات، سواء على مستوى المسؤولين أو المواطنين، وكأن كل لقاء ينبض بعزيمة مشتركة على التعاون والنهوض. جلالة السلطان هيثم بن طارق شدّد في لقائه مع السوداني على أهمية فتح كل أبواب التعاون بين البلدين،
مؤكداً أن هذه الزيارة تمثل بداية فصل جديد من الأمن والتنمية الإقليمية.
وقد عبّرت سلطنة عمان عن إعجابها بما يحققه العراق من منجزات، ورغبتها الجادة في الاستثمار، لا سيما في مشروع “طريق التنمية”، الذي بات رمزاً للطموح المشترك والرؤية المستقبلية.
ما يميز هذه الزيارة هو النظرة الإيجابية للعراق بقيادة السوداني، حيث تتجلى الإرادة في تحويل التحديات إلى فرص، والطموحات إلى مشاريع ملموسة. فالحوارات شملت مجالات الطاقة النظيفة، والموانئ، والتبادل التجاري عبر بحر العرب والخليج، لتبدو كل خطوة كنسمة جديدة من التعاون، تنسج مستقبلاً مشرقاً للعراق وللمنطقة بأسرها.
الزيارة تعدت كونها بروتوكولية، بل كانت ديناميكية وعملية، إذ بدأ السوداني برنامجه فور نزوله من الطائرة، مستغلاً كل دقيقة في لقاءات ومداولات مباشرة. وأُبرم خلالها أكثر من 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار والتعليم والنقل، لتترجم الطموحات إلى واقع ملموس.
ولا يمكن إغفال الدور المشرّف للسفير العراقي الأستاذ قيس العامري، الذي جسّد صورة العراق الحضاري والدبلوماسي أمام شركائه العمانيين، معززاً الثقة بمكانة العراق على الساحة الإقليمية.
وفي ختام الزيارة، يتجلى بوضوح ان العراق تحوّل الى بلد طموح، ودبلوماسية فاعلة، وقبول إقليمي واسع، ليضع حجر الأساس لخريطة طريق استراتيجية نحو التعاون والتنمية المشتركة، تفتح آفاقاً واعدة لكل شعوب المنطقة.